ثقـافة كناوة تـدخـل الجـامعـة

 
 

على مدار الثلاثين سنة الماضية، كانت ثقافة كناوة موضوعا للكثير من الأبحاث الأكاديمية، نظرا لغنى تاريخها والتقاليد والممارسات الموسيقية الفريدة التي تميزها وقدرتها على التفاعل مع الأنواع الموسيقية الأخرى، سواء بالمغرب أو على المستوى الدولي.

تعود جذور ثقافة كناوة إلى إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بتاريخ تجارة الرقيق. كما أنها تجسد بعدًا علاجيًا وغالبًا ما ترتبط بممارسات الشفاء بالنشوة. وقد خصصت لها في الماضي، عالمة الأعراق فيفيانا إيستر، والمؤرخ جان لويس ميج، والمحلل النفسي عبد الحفيظ شليه، وعالمة الأنثروبولوجيا زينب مجدولي العديد من الدراسات البحثية.

اليوم، نشهد، أكثر فأكثر، الحاجة إلى المعرفة الدقيقة بهذا التراث الموسيقي وغير الموسيقي، والاهتمام المتجدد من جانب علماء الأنثروبولوجيا والمؤرخين وطلاب الدكتوراه. ولا شك أن الأبحاث الحالية، التي يتم إجراؤها بالمغرب وفي أماكن أخرى من العالم، تساهم في تحسين المعرفة بثقافة كناوة. إن دمج كناوة في الثقافة الشعبية المغربية أمر حقيقي وواضح. وهو يستحق، بطريقة تكاملية، أن يكون أكثر موضوعية في العمل البحثي.

ثقافة كناوة هي مثال حي على هذا التراث غير المادي الذي شكل العلاقة عبر الأطلسي بين إفريقيا والأمريكيتين؛ تراث يتم تخليده من خلال الموسيقى مثل موسيقى البلوز والجاز والغناء الإنجيلي وما إلى ذلك.

كاستمرار منطقي للعمل الذي قمنا به منذ 25 سنة، بعد إطلاق المهرجان سنة 1998، وإنشاء جمعية يرما كناوة سنة 2009، وإصدار أول (مختارات موسيقى كناوة سنة 2014) وإدراج موسيقى كناوة على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي في عام 2019، أردنا أن نعطي بعدًا آخر لمجهود الحفظ هذه من خلال الاقتراب من عالم البحث الجامعي.

وبمناسبة الذكرى 25 لتأسيسه، سيتعاون مهرجان كناوة وموسيقى العالم مع «مركز الدراسات الإفريقية» التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (بن جرير) لإحداث كرسي جامعي مخصص لثقافة كناوة، والذي سيتم إيواؤه هناك.

الهدف الرئيسي لهذا الكرسي هو خلق فضاء بحثي بهدف تعميق المعرفة بثقافة كناوة وأصولها وتاريخها وتطوراتها.

مركز الدراسات الإفريقية، الذي يديره البروفيسور علي بنمخلوف، مخصص للتدريس والبحث وإنجاز الدراسات المتعلقة بالقارة الإفريقية على ثلاثة أصعدة: تعزيز الدراسات المنجزة في القارة؛ توثيق تلك المنتجة في أماكن أخرى والتي تتعلق بإفريقيا؛ وتدريس الدراسات التي تتيح رؤية العالم من خلال إفريقيا (الموقع: https://cas.um6p.ma).

سيتم إنشاء هذا الكرسي الجامعي الأول المخصص لثقافة كناوة على عدة مراحل خلال السنوات المقبلة.

وستتمثل الخطوة الأولى في تنظيم مائدتين مستديرتين، يوم 29 يونيو بالصويرة، خلال المهرجان. وستكون لهذه الموائد المستديرة، المنظمة تحت إشراف علي بنمخلوف، خصوصية الجمع بين أكاديميين مشهورين وطلاب باحثين شباب.

إلى جانب مروان جوات، باحث بسلك ما بعد الدكتوراه بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P) وعمر فرتات، المحاضر بجامعة بوردو مونتين (حيث يدرس الفنون العربية الإسلامية بقسم الدراسات العربية والفنون الاستعراضية العربية بقسم الفنون المسرحية)، سيجمع النقاش طلابًا من مركز ماهر التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (بن جرير).

وستتناول المائدة المستديرة الأولى موضوع «ثقافة كناوة بين الشفهية والطقوس»، فيما ستركز المائدة المستديرة الثانية على موضوع «تحولات ثقافة كناوة».

البرنـامـج :

السـبت 29 يونيـو 2024 – أطلس الصويرة منتجع رياض 

المائدة المستديرة الأولـى

ثقافة كناوة بين الشفهية والطقوس

س 4 و00 د. – س 5 و00 د. مساء

سوف يناقش المشاركون شفهية تقليد كناوة وكذلك رمزية الطقوس. وسيقدمون معجم كناوة «مسرد الليلة كناوية» (“The glossary of The Lila Gnawiya”) الذي يثير مسألة التملك المعرفي لهذا التقليد الممتد لقرون. ثم سيقترحون على الحضور الاستماع إلى الكمبري عبر عرض فيلم وثائقي من إنتاجهم، يتردد خلاله صدى هذه الآلة، محاكيا جوانب أخرى من الثقافة الإفريقية.

المشاركون:

مروان جوات (جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية وجامعة كاين)، حسين الدهبي، محمد بوبلوح، محمود بوبيع، وفاء لبيب الإدريسي، كوثر مستعد وعلي بنمخلوف من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية

المائدة المستديرة الثانية

تحولات ثقافة كناوة

س 5 و00 د. – س 6 و00 د

إن استشراف الماضي عبر الحاضر يسمح بقياس التطورات والتحولات التي تستمر ثقافة كناوة في إحداثها. ما هي مظاهر وتجليات هذه التحولات؟ سيتم تحليل إنتاجات كناوة، على وجه الخصوص، من حيث طابعها المسرحي. إن استقبال الأصناف الموسيقية الأخرى كموسيقى الجاز يشكل تهجينًا سيكون موضع تساؤل. كما سيتم تقديم مقتطف وثائقي في هذا الصدد.

المشاركون:

عمر فرتات (جامعة بوردو مونتين)، ياسمين الضعيف، لبنى بنحدو، غيثة برادة، مريم علمي قسري وعلي بنمخلوف من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية

فقرة الأسئلة/الأجوبة: 30 دقيقة