سعيد بولحمص من مواليد مدينة موغادور، التحق مبكرا وهو في سن الثامنة من عمره بورش النجارة الخشبية الذي يديره “المعلم” الصديق العرش. احتكاكه اليومي بالآلات الموسيقية التي اختص بصناعتها مُعَلِمُهُ فتح له أبوابا كبيرة للتبحر في عوالم الفن الكناوي والإنغماس في دروبه المتشعبة إذ تمكن خلال هذه الفترة من تعلم العزف على آلة الكنبري إضافة إلى اتقانه لطقوس تاكناويت بكل تلاوينها. نظرا لبراعته وموهبته، تبناه فيما بعد “المعلم” المرحوم عبدالله غينيا، أحد الفنانين المتمكنين في المجال وسليل أسرة تَوَارَثَتْ أبا عن جد هذا التراث المغربي الأصيل، حيت استكمل تعليمه برفقته.
ينتمي سعيد بولحمص بولحيماس إلى الجيل الجديد من “المعلمين” المتميزين بإتقانهم الكبير للفن الكناوي في أصالته، مع قدرتهم الفائقة على الانفتاح على التيارات والإيقاعات الموسيقية المنتمية لأفاق ثقافية وفنية مختلفة.
أثار سعيد انتباه المتتبعين والمهتمين بأدائه الكبير والمتميز خلال مشاركته إلى جانب مجموعة “جبارة والنوارس” بمهرجان كناوة وموسيقى العالم سنة 2003، ليقرر الفنان لوي إلريتش ضمه للفريق الذي أعد وأحيى الحفل الكبير “باند أوف كناوة” المنظم سنة 2007 احتفاء بالذكرى العاشرة لتأسيس المهرجان. اختياره هذا هو ثمرة تمكنه من فنه وموهبته الكبيرة وبراعته في العزف على آلة الكنبري وانفتاحه على ألوان موسيقية عالمية. يعد “المعلم” سعيد من الوجوه الفنية الدائمة الحضور بالمهرجان سبق له نيل جائزة مهرجان مواهب كناوة بالصويرة سنة 2006.