






أنطولوجيا موسيقى كناوة

من أجل الحفاظ على التراث ، قامت جمعية يرما كناوة بإنجاز أنطولوجيا مخصصة لهذا الفن العريق بهدف تثمين غناه على مستوى الإيقاع واللحن والغناء والأسلوب.
هذا العمل، المدعوم بمجموعة من النصوص المغناة، يطمح أيضًا إلى بعث ديناميكية إبداعية، من خلال تمكين الموسيقيين و الملحنين والباحثين، من الولوج إلى رصيد مهم من الموارد لإنعاش مجمل الموسيقى المغربية. ونعرف أيضًا الاهتمام البالغ الذي يوليه العديد من الموسيقيين في العالم لهذه الموسيقى. سيجدون في هذه الأنطولوجيا فرصة أخرى لاستخدامها في الفضاء الواسع لموسيقى العالم.
في مواجهة التقاليد الشفوية العظيمة التي من خاصياتها أنها تتغير باستمرار مع الحفاظ على أسسها، لم يكن من الممكن إنجاز عمل شامل، خاصة وأن تباين الأداء يمس وجهة نظر لمْعلم وكذا السياق الذي يتطور فيه. فالعروض تتغير حسب المكان والزمان ووفق السياق والجمهور.
من خاصيات التقليد الشفهي، أنه متحرك ومتغير، حيث أن مْعلمي مختلف الأجيال تعودوا على حذف مقاطع وإضافة مقاطع أخرى. لمواجهة هذه الصعوبة في تسجيل رصيد ثابت، قامت هذه الأنطولوجيا بتحديد مسار طبيعي للمراحل المختلفة، متغاضية عن الاختلافات التي لا تؤثر على تماسك المتن العام.
قمنا بتجميع مجمل المراحل التقليدية، في 9 أقراص مدمجة للأنطولوجيا، مع عرض متقاطع للأداءات الإقليمية، لمجمل الفروق الدقيقة، وكل مرجعيات الرصيد الكناوي: المقدمات، مقاطع القرع، مراحل المتعة، فضلا عن المسار الكامل لحفلات المْلوك والألوان.
تستند هذه الأنطولوجيا على ثلاثة معايير: الأصالة، وسلامة اللِّيلة (ليلة شعائرية)، وأخذ بعض الفروق الهامة بعين الاعتبار. كان من الضروري، أولا إزاحة العديد من القطع ذات الاتصال الحديث مع الأغنية الشعبية الحضرية وكذا تلك التي بها تبادلات مع بعض الزوايا الدينية.
ثم، حافظنا على المسار التقليدي لـ "الِليلة" الذي ينقسم إلى 3 أجزاء (العادة، أولاد بامبارا ، ولمْلوك). وأخيرا، قمنا بدمج بعض المتغيرات الإقليمية، لاسيما أداء "إسمكان" (كناوة أمازيغ)، والصيغة الشمالية، "السبتيين" (يهود كناوة) و "كانكا" لمنطقة ما قبل الصحراء.
وإن اختيار لمْعلمين لا يضع أي ترتيب لهم، لأنه من البديهي أن جميع لمْعلمين متساوون. اعتمدنا معيارا وحيدا تمثل في تخصيص لكل واحد منهم المعزوفة التي يتقنها، بغية تغطية المجموعة الكاملة من الرصيد المرجعي الكناوي.
حتى الآن ، لدينا تسجيل صوتي يتجاوز 14 ساعة مسجلة في 9 أقراص مدمجة. تم نسخ جميع النصوص الغنائية باللغة العربية وتمت ترجمتها إلى الفرنسية. تشتمل الأنطولوجيا أيضاً على كتاب مؤلف من نصوص تسلط الضوء على ثلاثة جوانب (تاريخية، أنثروبولوجية وموسيقية)، ومفكرة سفر تحافظ على مهمة البحث الأولى، وبالطبع على السير الذاتية للمْعلمين.
وقد تم إنجاز قدر كبير من أعمال الأيقونات والتصاميم، وقد تم اتخاذ العديد من الخطوات لجعل هذه الأنطولوجيا حدثًا يشيد بكنوزنا البشرية الحية والتراث غير المادي الرائع الذي تمثله.
لقد تم إصدار الأنطولوجيا خلال مهرجان 2014.
الشركاء

منتج ومنظم المهرجان
